«كونفيكر» التهديد الأكبر للكمبيوتر
واشنطن ـ بعدما تنفس العالم الصعداء إثر مرور عام 2000، وبزوغ فجر الألفية الجديدة دون حدوث العطل المسمى "Millennium Bug"، وهو يمثل بافتراض حدوث أعطال في الكمبيوترات حول العالم عند يوم 1 يناير/ كانون الثاني 2000، برز خطر جديد.
والتهديد الجديد أمام حواسيب العالم، حسب ما ورد في تقرير لشبكة سي أن أن الإخبارية، هو برنامج Conflicker.c worm، والذي قيل إنه قد يبدأ بتعطيل الملايين من الحواسيب يوم 1 إبريل/نيسان "كذبة نيسان" ، الأمر الذي يأمل العديد من الخبراء ألا يحدث.
ولكن لا يبدو أن الأماني وحدها تكفي لدرء هذا الخطر عن الحواسيب.
فوفق مدير قسم أبحاث التهديدات في شركة "CA"، دون ديبولت، فإن Conflicker.c worm عبارة عن برنامج من "البرمجيات الخبيثة"، يُعتقد انه أصاب ما يتراوح بين خمسة وعشرة ملايين حاسوب.
وكانت شركة مايكروسوفت أصدرت بيانا ذكرت فيه "أنها تعمل بدأب مع أراباب صناعة البرامج والحواسيب على الحد من سرعة انتشار هذا البرنامج الخبيث."
وأكد البيان أن على مستخدمي برنامج ويندوز الذين لم تصلهم تحديثات أوتوماتيكية أن يراجعوا موقع:http://safety.live.com.
ويذكر أن شركة مايكروسوفت عرضت مبلغ 25 ألف دولار لمن يتدل على هوية مصمم برنامج Conflicker.c worm أو على طرق لمقاومة تأثيراته السلبية.
ويؤكد ديبولت أنه لا يعلم أحد درجة تأثير هذا البرنامج على الحواسيب، إذ من الممكن أن يتسبب بمحو كل برامج الكمبيوتر المصاب به.
وبالمقابل يمكن أن يخضع نفس الجهاز لسيطرة كمبيوتر آخر يتحكم به أحد الأشخاص، والذي قد يتسبب في اختراق هذا الشخص لخصوصية ضحايا البرنامج، وعليه فمن الممكن أن تتم سرقة مجموعة من المعلومات المهمة، كأرقام حسابات أصحاب الحواسيب المتضررة، أو كلمات السر خاصتهم.
ويؤكد أنه "من العسير للغاية اكتشاف وجود البرنامج المذكور، لأنه يتمركز في الأقسام الداخلية في الحاسوب بحيث تصعب ملاحقته."
وأضاف "أن Conflicker.c worm قد يوقف، مثلا، برنامج ويندوز عن تحديث نفسه بشكل أوتوماتيكي، وهو الأمر الذي يقاوم عادة البرمجيات الخبيثة. ولقد صُممت شفرته بطريقة تجعلها تجدد من نفسها تلقائيا، ويبدو أن مبرمج هذا البرنامج يجدد فيها دائما."
ولم يُعرف حتى الآن من صمم ذلك البرنامج المؤذي، حيث يبين ديبولت، انه قد تم تشكيل مجموعة من الخبراء، الذين أخذوا على عاتقهم مقاومة البرنامج، والبحث عن أدلة تفصح عن شخصية صاحب البرنامج.
وذكر ديبولت، أن الوسيلة الأمثل لمعرفة إذا ما كان قد أصيب كمبيوتر أحد، هي أن يتأكد هذا الشخص من وقوع تحديثات أوتوماتيكية في برنامج ويندوز خاصته. فإن كانت هناك تحديثات من هذا النوع، يمكن القول إن الحاسوب سليم وغير مصاب بالبرنامج الخبيث المذكور.
من جهته، لفت باتريك مورغانللي، نائب مدير عام القسم التقني في شركة "انغما سوفتوير" إلى انتشار الكثير من البرمجيات الخبيثة من مناطق أوروبا الشرقية، الواقعة خارج نطاق الصلاحيات القضائية للاتحاد الأوروبي، بحيث يفر مصممو هذه البرامج إلى تلك المناطق هربا من وجه العدالة.