الحمد لله رب العالمين ، اول بلا ابتلاء ، واخر بلاء انتهاء ،لا يفني ولا يبيد ، ولا يكون غير ما يريد ، واشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمد رسول الله وسيد النبيين وامام المتقين وحبيب رب العالمين ، ورضي الله عن صحابته الذين سلكوا نهجه والتزموا طريقه فصفت عقيدتهم وطهرت سريرتهم وحفظوا جوارحهم عن كل ما يغضب الله ورضي الله عن كل من تبعهم الي يوم الدين
اما بعد :
اردت ان اذكر نفسي واخواني بموقف الصحب الكرام عندما عرض رسول الله عليه وسلم امر الخروج لمحاربه كفار قريش يوم بدر لعلنا نقتدي بهؤلاء الأطهار .
لما علم رسول الله صلي الله عليه وسلم بامر خروج اهل مكه استشار المسلمين ، فقام ابو بكر فتكلم واحسن ثم قام عمر فتكلم فاحسن ، ثم قام المقداد فقال : والله يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو اسرائيل لموسي : ( فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن نقاتل عن يمينك وعن يسارك ومن بين يديك ومن خلفك فاشرق وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم وسر بذلك .ثم قال اشيروا علي ايها الناس ! فقام سعد بن معاذ رئيس النصار وقال كانك تعرض بنا يا رسول الله !فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد . وما نكره ان تلقي بنا عدونا غدا . انا لصبر في الحرب صدق في اللقاء ولعل الله ان يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا علي بركه الله وقال فيما قال : والذي بعثك بالحق لو ضربت اكبادها الي برك الغماد لاتبعناك . فسر رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم قال : سيروا وابشروا فان الله تعالي قد وعدني احدي الطائفتين . والله لكأني انظر الي مصارع القوم .